• ا لرئيسية
  • التميز
  • امرأة بدرجة امتيا ز
  • ا لأ طفال المزعجون
  • نساء حول الرسول
  • مع المختص
  • التدبير المنزلي
  • blogger

    دردشة مع الدكتور مامون مبارك الدريبي


    شخصية فريدة من نوعها ممتع المجالسة في حديثة إفادة ونصح يخترقان عقلك قبل قلبك ينقب عن الحكمة أينما وجدت عملا بمقولة الرسول ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها

    إنه الدكتور مامون مبارك الدريبي الذي اختير السنة الماضية ضمن ال 5 شخصيات الأولى تأثيرا في الرأي العام المغربي هو ابن الكاتب المغربي المعروف مبارك الدريبي درس إعلاميات جعلته يتخصص في التحليل النفسي فسبر أغوار النفس البشرية وكان خير معين لتجاوز محنها ويعتبر حاليا من أشهر المحللين النفسيين في بلادنا

    نريد أن نعرف بداية كيف ظهرت إرهاصات شغفك بعالم علم النفس البشرية؟

    في الحقيقة ظهرت الإرهاصات الأولى صدفة إذ كنت أتابع دراستي بشعبة إعلاميات التدبير بمعهد في فرنسا وبما أنني أنتمي لأسرة متواضعة لم تكن المنحة تكفيني لسد حاجياتي من مأكل وملبس كانت بالكاد تغطي مصاريف السكن الجامعي فكان لزاما علي البحث عن عمل إضافي وبالصدفة وجدت مؤسسة تبحث عن متدربين لتدريس الشباب في جميع التخصصات فتقدمت بطلبي لأدرس مادة الإعلاميات مرتين في الأسبوع ووفقت في ذالك وكان دوري نحصر في مساعدة الأساتذة المتخصصين المكلفين بالتأطير لتسهيل مهمتهم وكنت ألاحظ أن الطلبة الذين أدرسهم لا يعودون لمنازلهم بعد الدرس بل يستقلون حافلة تتجه بهم لمركز خاص بهم فتقربت من أحدهم واستفسرته عن الأمر لأكتشف أن المؤسسة التي أدرس بها هي عبارة عن مركز للعناية بالصحة النفسية وأن الطلبة يعانون أمراضا عقلية وكنت آنذاك لا أعرف ما هو المرض النفسي أو العقلي كما استغربت كثيرا لأنني وجدتهم أناسيا عاديين ومنضبطين لا يظهر عليهم أثر الاضطراب النفسي نهائيا ساعتها خلق لدي قلق حول هذا الموضوع وقررت الاطلاع على الأمر عن قرب وطلبت من المشرف على المتدربين زيارة الطلبة في مركز العناية الذين يوجدون به بمدينة نانت الفرنسية وبعد اتصاله بالأطباء المتخصصين المشرفين على المركز قبلوا الفكرة ورحبوا بمجيئي في أوقات الزيارة المعتادة لأجد المركز عبارة عن مستشفى قائم بذاته بأطره وممرضيه ومعداته ومرافقه العلاجية الخاصة ...آنذاك دارت بخلدي أفكار وتساؤلات وعزمت على التقرب من هذا الحقل المعرفي فبت حريصا على حضور الندوات واللقاءات والمحاضرات التي يعقدها الأطباء المتخصصون الذين يأتون من مدن شتى قصد التباحث والتشاور حول مرض معين

    وماذا عن مصير دراستك لإعلاميات التدبير؟

    لم أوقف دراستي لأن تدريسي بالمؤسسة لم يكن يتطلب مني سوى حصتين في الأسبوع والمثير في الأمر أن الطلبة كانوا يحضرون لحصتي بكثافة كما أن ملاحظاتهم حول أدائي كانت إيجابية جدا لأنني كنت أتفهم متطلباتهم وأبسط لهم الأمثلة لأفاجأ بطلب المؤسسة بالخضوع لتكوين شامل لديها يتكون من مواد متنوعة مثل البيولوجيا والطب ألاستعجالي والوقائي بالإضافة إلى مادة الأمراض النفسية والتحليل النفسي غير أن ما أثارني هو وجود شرط في هذا التكوين يتمثل في أنه من أراد أن يصبح متخصصا ويرتقي عليه أن يقوم بعملية تحليل نفسي على ذاته يضحك ويضيف لم يكن هذا الشرط إجباريا بل اختياريا إلا أنه أثار فضولي وبدأت أسأل عن عملية التحليل النفسي الذاتي وكيف يجري فعلمت أن هناك محللين نفسيين متخصصين علي اختيار واحد منهم والبدء في عملية تحليل نفسي حتى أتمكن من معرفة ماذا يحصل عند الآخرين وكان قلة من الطلبة من يقبل بهذا الشرط ويقدر عليه وأنا بطبعي فضولي وأعشق الاكتشاف ما دفعني للقبول به وبالفعل تسجلت وطلبت من أحد المحللين المتخصصين أن يقبلني عنده فلم يوافق على طلبي إلا بعد مرور سنة

    لماذا كل هذه المدة؟

    كنت كلما ذهبت لمقابلته يؤجل الموعد للشهر الموالي ليقيس درجة اهتمامي وعزيمتي وهكذا مرت سنة بأكملها دون أن أمل أو تكل عزيمتي لأن رغبتي كانت جامحة لمعرفة نفسية الإنسان وكيف يولد الفرد معافى ليصبح مريضا نفسيا في ما بعد

    وبدأت عملية تحليل نفسيتي التي دامت سبع سنوات بمعدل ثلاث حصص في الأسبوع وكان الأمر يكلفني مبلغا ماليا كبيرا إذ أقوم بالتحليل أما المتخصص الذي ينصت إلي ويتتبعني بدقة ويوجهني للصواب ويطرح علي أسئلة ويقيس درجة تقدمي في التحليل

    ماذا حدث بعد ذالك ؟

    بعد مرور سبع سنوات انتقلت من متدرب بالمؤسسة إلى مسؤول بها وبدأت أتجول في جميع أنحاء فرنسا لحضور اللقاءات التي تهم المجال الذي تخصصت فيه وسخرت اهتمامي له وأحببته كهواية فقط إذ لم يخطر ببالي قط أنني سأشتغل فيه فيما بعد والدليل أنني لم أوقف دراستي لإعلاميات التدبير بل اشتغلت في مقاولة IBM وكان راتبي الذي أتقاضاه أمول به التكوينات الخاصة بالتحليل النفسي التي أخضع لها

    وماذا عن دراستك بالمؤسسة هل حصلت على شهادة منها؟

    بعدما أنهيت السلك الخاص بالتكوين طلبت مني المؤسسة أن أنجز بحثا بعد أن أحضر ورشات يسيرها نخبة من الخبراء الحاجين من دول مختلفة مثل اسبانيا والأرجنتين وبلجيكا وغيرها وبالفعل ذهبت في هذا الاتجاه وأنجزت البحث ووفقني الله في هذا الحقل الذي اعتبرته دوما هواية لا أقل ولا أكثر لأعود أدراجي إلى المغرب وأشتغل في سلك التعليم

    إذن بعد عودتك إلى المغرب اشتغلت في التدريس مجددا لكن هذه المرة في مادة الإعلاميات؟

    تماما غير أنني اشتغلت كذالك في مقاولة خاصة في ميدان التكنولوجيا والإعلاميات لكن ما شغلني كمدرس هو ما لاحظته عند الأطفال المغاربة الذين يعانون صعوبة في الإبداع في عدة مواد مثل الرياضيات والإعلاميات وغيرهما فبدأت أوظف ما أتوفر عليه من أدوات التحليل النفسي لأساعد التلاميذ على تجاوز المشاكل التي يعانونها مثل القلق والعنف ما جعل الكل ومن بينهم المدير يلاحظ التغيير الذي طرأ على سلوكهم ويتساءل عن السبب والسر في هذا كله أنني كنت أبسط الأمور وألغي الشكليات وأتعمق في الجوهر وهكذا شاع لدى أسر التلاميذ خبر أستاذ يتوفر على ملكة خاصة تعينه على التعامل مع المراهق بشكل يحسن من سلوكه ومردوديته في الدروس ليبدأ أولياء أمور التلاميذ بالتوافد على المدرسة شاكرين وطالبين أن أبث في حالة أبناء آخرين لهم ما جعلني أنتقل لمنازل الأسر حيث ألتقي الطفل الذي أعينه على فك شفرات بعض المواد وكذا أفراد الأسرة لأستمع إلى أرائهم وأفكارهم محاولا مساعدتهم على تجاوز المشاكل وهكذا حتى تكون حولي فريق من الأساتذة من جميع التخصصات الذين بدأوا يعينونني على هذه المهمة ونظمت لهم ورشات تدريبية للتحليل النفسي

    هنا كانت فكرة تأسيس مكتب للاستشارة والتدريب أليس كذالك؟

    بالفعل فمع مرور الوقت بدأ التفكير في إنشاء مكتب يضمنا جميعا من أستاذة جامعيين متخصصين في الرياضات والبيولوجيا والفرنسية وغيرها من المواد وتحقق ذالك بمشيئة الله وتكاثر الزبناء فلن أعد أملك الوقت لأستمر في سلك التعليم ما اضطرني لأتوقف وأتفرغ لمكتب الدراسات الذي يجمع الكفاءات الكبيرة منها أطباء نفسيون وآخرون متخصصون في علم نفس الأطفال غير أن الخاصية التي تميز بها المكتب هي أنه لا يقدم علاجا للزبناء بل الاستشارة فقط إذ يساعد الطالب على تجاوز قلقه النفسي حتى لا يؤثر على دراسته ومستقبله وهذا ما يدعى Le Développement intellectuel

    إذن كان المكتب متخصصا في البداية للأطفال فقط؟

    تماما غير أن العرض تكاثر من طرف الشباب الباحثين عن التوجيه بعد الباكلوريا وحتى الذين أكملوا دراستهم ولم يجدوا وظيفة ما يجعلنا في ما بعد ننفتح على جميع الأعمار ونستقبل جميع الفئات في المكتب حتى أننا عقدنا شراكات مع عدة مؤسسات تعليمية على صعيد الدار البيضاء وتواصلنا مع وزارة التربية الوطنية وكذا دور النشر للاطلاع على المقررات الدراسية".
    يتبع ...

    للاشارة الحوار منقول من موقع لكن لم يدكر من قام بالتحاور مع الدكتور